بين " الشعنينة " وشعنينتي انا .. !
"
شعنينتي السينمائية "
بعيدا عن ذكريات الشعانين كما عشناها صغارا ولاحقا أكبر بالعمر فنهتم بالصغار من الإخوة والأقارب وبعدها كأهل مع الأبناء .. وما خبأته لنا كل تلك الوقائع من لحظات فتنة بالحياة وجمالاتها ..
ومضافا اليها أحاسيس " الحشر "
الجميل والإنخطاف بأثره من ما بين الجموع في رقصة لم تكون مفهومة الإيقاع حينها
.وحرص الأهل والكبار من بيننا على ترك ، قدر الإمكان ، فسحة من الدوائر المحروسة
للصغار وقد لا ينجحون. فتحصل حوادث التدافع والحرائق كحوادث السير من إختناقات بين
أجساد ، كانت تظهر كالمارد في حكايات "غيليفير "، أو شؤون الهلع من تمدد
يطال شعر السيدة التي يظهر عليها كم أمضت من وقت للعناية بالتمشيطة !
بعيدا عن حكايات الفرح والهرج صادفتني ايام "شعنينة" لا علاقة لها بالطقس الديني . ايام شعنينة لي انا. لعل أكثرها فتنة واستجابة لرغباتي و لخياراتي كانت مشاركتي في الفيلم السينمائي " المخطوف " الذي لولا الأستاذ فؤاد جوجو وإختياره لي وبالتالي سماحه بأن أختصر طريقا طويلة في الاستحصال على خبرة عملية في صناعة السينما اثر تخرجي ، توا ، من معهد الفنون – الجامعة اللبنانية ومتأخرا لأشهر إجبارية مع دفعتي سنة 1982 بسبب الإجتياح الإسرائيلي لبيروت عاصمة البلاد . فقد جعلني "المخرج فؤاد جوجو" واحدا من طاقمه والعامل تحت إمرته الفنية برتبة مساعد مخرج ثاني ، فهمت منه كما أذكر ، انه كان يعول على ويرغب في ان اجري المتابعة للحوارات مع الممثلين لخلق ذاكرة الأدوار قبيل التصوير. وقد حصلت من هذه الخبرة علما كثيرا .
وقد كان " المخطوف " من كتابة " ابراهيم مرعشلي " قصة سيناريو وحوار. مع بالطبع ما أجرى عليه " فؤاد جوجو بما يعرف من سيناريو مشاهد العمل . باعتبار انه شاركنا الأستاذ "فؤاد" في إعادة صياغته للسيناريو المكتوب تخفيفا من ثقل بعض المشاهد وبالمحافظة على التماسك والتسلسل فيما بينها سينمائيا.
وقد سمحت لي هذه التجربة الخبرة وبصفتي خريجا
جديدا من معهد الفنون بالاستعانة بأكبر عدد ممكن من الزملاء الخريجين أو اللذين ما
زالوا يتابعون دراستهم وتحت إمرة ورغبة من المخرج ومدير الإنتاج " صالح العجم
". وهو الذي لا انكر انه قدم لي معرفة و عصارة خبرة " وبتحسيني لمفردات
الشتائم الطرابلسية التي لا زلت أجيدها
وأتفنن ! " تتعلق بتعرفي عمليا على حيثيات وواجبات الاستجابة لخيارات المواقع
المناسبة لتصوير الفيلم . وهي مواقع يجب
عليها ان تكون مساعدة للإنتاج بأن تؤمن المواصفات المطلوبة وبنفس الوقت الوصول
اليها و تقترب بعضها من بعض.
وفي هذا المجال لا زلت اذكر كيف انه ولمشهد
" خاص " ومهم في سياق الأحداث التي تتوالى في الفيلم اختار موقعا محددا
يكمن خلف "حرم الجامعة الأميركية" في طرق فرعي لا يزال يحافظ على
مواصفات ريفية ومحددا الزوايا المناسبة لتصور المشاهد المطابقة لحاجات الفيلم.
" شعنينتي السينمائية " في بدايات
تلمسي لطريق الاحتراف الفني بين المسرح والسينما كانت بعد مسرحيات الحكواتي وعبر
فيلم " المخطوف " الذي وإن ظهر في لحظات غرائبية في زمن الإحتراب البلدي
المستدام فهو فيلم طرح ، كما لم يطرح من قبله فيلم آخر ، اسئلة السينما المحلية
المنتجة بالكامل بهذه الصيغة وبكامل مواصفاتها وقدراتها ، وربما آخر من طرح كل
باقة الأسئلة و معضلاتها المادية والفنية والأدبية وملحقاتها كصناعة ، وبمحافظتها
على الحدود الدنيا من صفاء التجربة و نظافتها استجابة لمواضيع خاصة لوقائع شبه
حقيقية .ووصول هذه التجربة واستجاباتها وتأمين تفاعلها مع جمهور باستطاعته ارتياد
الصالات بيسر وأمان . في زمن كانت الصالات باشرت التباعد والانقسام التام بين اكثر
من سبب وإعاقة حيث ان صالات السينما اتخذت بالنأي والابتعاد عن الازدهار والسير في
هذا الخط بدون رجعة.
كما وانه وإن تعتبر مغامرة انتاج هذا الفيلم
نموذجية لوضع كل مشاكل السينما اللبنانية في أكثر من موضوع ،على خارطة الاستفادة
من الخبرات والعلوم ونتائجها ، غير انها مثلت نقطة أختلف بعدها الكثير من الشؤون
كما اختلف شروط اللاعبون.
من بين اسماء الزملاء الذين شاركوا في الفيلم
اتذكر : على فرحات، علي كلش، حبيب حمود، حسام الصباح ، مهدي زعيتر ،حسان مراد ،محمد
الضو ، سليم بدير ، جمال حمدان ، مجير مشموشي ، فايزة ابراهيم ،رضوان حمزة الى
آخرين وكل اسمائهم واردة على "جينيريك الفيلم " المتوفر على الرابط :
فيلم المخطوف
الصور
من تصوير فيلم "المخطوف " – 1983 ( مع المخرج فؤاد جوجو مع ليليان شويري )
(علي
كلش ، علي فرحات ، مهدي زعيتر ومشهد مع
"علي دياب " )
(مشهد مع أحمد الزين مصباح التنير المخرج فؤاد جوجو ويظهر رفيق حجار ، عثمان مجذوب ) و ( صورة بيني و بين صالح العجم )
(مشهد مع أحمد الزين مصباح التنير المخرج فؤاد جوجو ويظهر رفيق حجار ، عثمان مجذوب ) و ( صورة بيني و بين صالح العجم )
جميل يا جان الضايعة مواهبه بسبب الحرب بس كنت ومازلت مرجع ثقافي مهم بالبلد التعيس وشعنينة مباركة
ردحذف