هكذا صنعت العرض - 2
حوار مع شارل ديك حول "فيفا لا ديفا"
س :
لكن هذا الذي تصنعه الا يساعد على ممارسة الحرية في التعبير؟
ج :
تماما .. !هذه هي " الكلمة ". الحرية هي ما اسأل الطلاب التوجه نحوها.
س :
حتى الى الدرجة التي يتحول فيها الطالب بطل على استاذه من حلال مسعى الأستاذ الى
الإشارة والتدليل نحو وجهة الطريق الواجب اتباعها ؟
ج :
صح .. وهذا ما يحصل عمليا من خلال تغيرات هائلة تكون ثمرة هذا الأسلوب بالتعامل
الذي يسمح بتدخل حيوي من الطلاب بالنتيجة. ولو يتوفر من يؤرشف هذه اللحظات في
مسارها أعتقد انها تصبح مفيدة. تماما كما قصدت بالحرية .باعتبار ممارستها طريق
وحاجة لثورة . وليست الثورة هنا بالمفهوم التدميري العنيف . انما القدرة على طرح
الأسئلة حول كل شيء .
س :
ثمة مشاهد تقترب فيها من شؤون طقسية . تظهر عبرها حقيقة المؤمن امام إيمانه . وقد
تظهر حقيقة الأحاسيس التي ليست بالضرورة خارجة من المخزون الطبيعي لحالة الطالب
الشخصية ؟ هل ساعدت السينوغرافيا من خلال تكثيفها لمطارح ما يشبه " المعبد
"للوصول الى صورة عن صدق الحالة ؟ وان كانت كما ظهرت على الخشبة وهي بعيدة عن
ان تتطابق مع واقع محدد ..!
ج :
صحيح اننا لم نستخدم الكثير من الأدوات و ( الإليمان ) ولكن في هذا الاقتصاد يظهر
كم ان لكل ما هو موجود وظيفة محددة لا يمكن الاستغناء عنها . حددت مجتمعة مناح
العمل . الوعاء الذي وضع فيه الشموع ،كمثال ، لم نستطيع استعمال ما هو متوافر منه
.لذلك تم تصنيع ما قد أصبح خاصا بالعرض ، صنعه جاك ريستيكيان ،فأتى كوحدة متناسقا
مع باقي مكونات وحدات السينوغرافيا. حضور الأدوات ومكونات المشهد الى مجازها ، الى
ما تعنيه ،في أقصى ما تأخذ المكونات حدودها.
س
: هذا ما عنيته حين تحدثت عن انه
هناك ثمة " فيلتر " مستخدم لإنشاء المشهد وتكويه بالكامل ؟
ج :
هذا لأني اعتبر ان الحضور المسرحي ،بما يعني انه مؤلف من رؤيا مركبة، تضم الممثلين
الأشخاص ومعهم الأدوات الموجودة على المسرح بدون القصد مما تعنيه ، هذه الأدوات
عادة ،حين استعمالها. هذا يعني اني اشاهد الممثل والمقعد وكأن المشاهدة تحصل لأول
مرة باعتبارها موجودة ، بدون ان أكون انا ، كمشاهد، مصدر السلطة لتحديد كل
معانيها. في الواقع من خلال حاجتها وفي المسرح يجب ان نخرج من هذا التوصيف.
س :
كأنك هنا ، حين تشرح، تقدم تفسيرا لتعديل وظيفة الشخصية الثانية ، المساندة ،
والتي كانت من المفترض ان تكون الملقن ، بحسب النص، فأصبحت عندك ،وبتفسيرك ، ضمير
الشخصية الرئيسية وكأنه المسعى لتطرح معنى آخر ؟
ج :
هذا ما قصدته بتحويل الشخصية الثانية الى ضمير للشخصية الأساسية ولكنه الغير مراقب
. كأن هذه الشخصية تمثل قطعة من ذاتها تعبر عن أشياء لا ترغب عادة بالتعبير عنها
لأنها تخاف ذلك كما انها لا تريد ان تقول ان المسرح انتهى مثلا .
س : من هنا يأتي في هذا السياق الحديث عبر
التليفون ، والذي يظهر الكم الهائل من سوء الفهم ، وتناقض ما يسأله اعلامي مغترب
وما يتوقعه من إجابات ،وكأن الإجابات على الطلب، والتي تمثل حقيقة مخالفة ومختلفة
؟
ج
: هذا المقطع ممتاز . أبقيت عليه
كما هو وأضفت النهاية التي سبق وتحدثنا عنها . بالأصح لم أضف النهاية فقط انما
أوقفت السرد عند النقطة التي قالت فيها "الديفا" متسائلة : كأنني مت ولا
أعرف ؟لأنه حينها اعتبرت ان النهاية تحصل هنا. بينما مع الكاتبة جرت الأمور على
غير ذلك فقد أكملت .معتبرا انه في الوقت الذي يكون عندك شخص عزيز ، وهنا الغرابة
التي يقدمها المسرح، فتجلس الى جانبه ، وانت تهم كثيرا لأمره ،وقد سبق وقاطعته في
لحظة مهمة جدا من الحياة . فإن قمت بزيارته بعد مدة . وان كنت فعلا تتشارك معه تلك
اللحظات المؤلمة التي يمر بها .عندها تجلس الى مقربة منه ولا تتكلم .تبقى صامتا
.كل كلمة تخرج في هذه الحالة تكون كلمة مزيفة تصبح كالاستعراض .لأنه عند جلوسكما
معا تقول له بذلك انك الى جانبه. انتهى الكلام .ما حصل في نهاية المسرحية انه اصبح
لمواقع الصمت ، وتجاوب الجمهور معها، كما لاحظته عندما كنت اتابع المسرحية بجوار
الحضور، انها أصبحت معبرة عن جمالية وقد أصبحت محسوسة ومادية بعمق. هذه التجربة
التفاعلية ، مع الجمهور ،وخلال هذه اللحظات التي تكررت مرتين وأكثر ،أحسست انه كان
من والواجب عرض المسرحية مرة ثانية .
* صورة عن المقال نشرته حول المسرحية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق