السبت، سبتمبر 30، 2017

الواجهة كمان وكمان // أو في فن عمارة المدينة ..!

 
النص مستعاد من ذاكرة "مدونة للثقافة في زمن الغرابة" أي هذه المدونة التي ورطني بتأسيسها "زياد أيوبي"، لن اقول العزيز فهو يعرف مشاعري تجاهه ، وفد قام بنشره الاثنين، أبريل 23، 2012 بعنوان // أمام " الواجهة " البحرية. هذه الأيام استعيده وأعيد قراءته ،مع انه نص طويل.. ،غير اني كنت أخطط لسلسلة من المقالات حول فن العمارة في المدينة ،فشلت في المتابعة ، ربما،أو خبأت ما كتبت، غير ان ما حصل أخيرا على الكورنيش أرجعني الى الحديث المتقطع عن "الجمال".فوقفت امام البحر وتذكرت اني سبق وكتبت مـــا كتبت وشئت ان أعدل بعض الكلمات ،فكل نص قابل للنقض والتعديل فهو نص يعيش ويترهل،كما اني رأيت انه من الأفضل ان يزيّن ببعض الصور تجمعت لدي من خلال متابعاتي للأصدقاء على الفايسبوك فشكرا لهم على ما استعرته من صورهم .وهذا هو النص المتجدد، القديم :
أمام "الواجهة" البحرية
من مرفأ إلى ملعب ،محاط بثغر يلاطمه رذاذ ماء البحر تتلوى متراقصة، واجهة، طرابلس/ الميناء ، تسيربحثا عن صورة لوجه أو تأكيداً لعمران على هذه الأرض مع حكاياته ونوازع أبنائه في البقاء أو في تحدي غمار اليمّ. "ميم" في كل اسم.
 "ميم" من "مسكن" وجاهة يعاند جبينها كل صروف الحياة واثلام السنين. 



"ميم" يحرف مرفأها إلى الشرق وملعبها إلى الغرب يا..ه ه! ما لهذه الصورة أن تقول. من بين، موقع ولادة الشمس وبين مطارح الأجداد في إغفاءتهم والباقين من الإخوة والأحبة والسابقين، " تتظهّر " الصورة بواجهتها.
للحديث عن تحولات "الواجهة" البحرية للمدينة، الواحدة جغرافيا وتاريخيا، في بلديتين أو قل في أربعة وخمسة ،حيث يفرض الوقت والتمدد الطبيعي ذلك، لا بد من الاستئناس بمن زارها يوما وكتب بضعة اسطر في كتاب تاريخ أو في وصف رحلة كما فعل "ناصر خسرو" وهو يقول: "أسواقها جميلة ونظيفة حتى لتنظر أن كل سوق قصر مزين". (خسرو 1045- 1052 م). أما ما يترك في البال أكثر من سؤال فشهادة محمد بن محمد الشريف الإدريسي الجغرافي الذي صنع كتاب خريطة العالم من 70 خريطة جزئية وذلك سنة 549 هـ الموافق 1154 م. ووضع لكتابه عنوانا ينفع لديوان شعر: "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق".




ومنه نقتطف وصوله إلى طرابلس: "من مدينة جبيل على البحر إلى حصن بثرون عشرة أميال وهو حصن حسن ومنه إلى أنف الحجر على البحر خمسة أميال ومن حصن انف الحجر إلى مدينة طرابلس الشام ثمانية أميال ومدينة طرابلس الشام مدينة عظيمة عليها سور من حجر منيع ولها رساتيق وأكوار وضياع جليلة وبها من شجر الزيتون والكروم وقصب السكر وأنواع الفواكه وضروب الغلات الشيء الكثير والوارد والصادر إليها كثير والبحر يأخذها من ثلاثة أوجه وهي معقل من معاقل الشام مقصود إليها بالأمتعة وضروب الأموال وصنوف التجارات وينضاف إليها عدة حصون وقلاع معمورة داخلة في أعمالها مثل انف الحجر وحصن القلمون وحصن أبي العدس وارطوسية ولها من أمهات الضياع المشهورة المذكورة أربعة فمنها الضيعة المعروفة بالشفيقية والزيتونية والراعبية والحدث وأميون وبها من شجر الزيتون وأنواع الفواكه أكثر مما في غيرها ومنها في جهة الجنوب حصن بناه ابن صنجيل الإفرنجي ومنه افتتح اطرابلس وبينهما أربعة أميال وهو حصن منيع جدا وهو بين واديين ويقابل مدينة اطرابلس أربع جزائر في صف فأولها مما يلي البر جزيرة النرجس وهي صغيرة خالية واليها جزيرة العمد ثم إليها جزيرة الراهب ثم إليها جزيرة أرذقون ومن مدينة اطرابلس على الساحل إلى  (...)




في قراءة لهذا النص نلاحظ أن على طرابلس "ينضاف" أنف الحجر- أنفة، حصن القلمون- القلمون، حصن أبي عدس-؟؟، ارطوسية-؟؟. أما ما يلفتنا أكثر دعما لحركتنا، في تتبع شاطئ المدينة وما تبدل فيه من عمران، فيقول أسماء أربع جزائر: النرجس، العمد، الراهب وارذقون وكلها أسماء لم يبق من استخدامها أي ذاكرة "حية" والمقصود أنها لم تعد متداولة بين سكان المدينة وأهل الجوار ممن يرتادون البحر للنزهة وللاستمتاع برياضات السباحة والغطس وغيرها من نوازع الصيف على الكيف!
تبدلت أسماء الجزر الآن، فما هو متداول وبالتداول من الشاطئ إلى عمق الحبر هو: جزيرة البقر/ زيرة عبد الوهاب، الرميلة، البلاّن، العشاق، الثالثة، طوروس- سننة، النخيل أو الأرانب وآخرها الرامكين- الفنار. أين الفنار اليوم ؟ تغيرت أسماء الأرض غير المأهولة. أما على البر فالحكاية طويلة قد تصل إلى ما يفوق السبع كيلومترات طول المسافة التي يمكن تقديرها من المرفأ إلى الملعب الاولمبي. ومن الشرق يمكننا أن نتهادى لننطلق بين الأماكن والأحوال وأزمنتها لنكتشف كم تبدلت الصورة أو كم تداخلت عوامل كثيرة في التعديل والإضافة والاختصار. دعنا من برج رأس النهر لنبدأ من ما بعد، فكل آثاره قد آلت إلى اندثار وذلك ما حصل لأربعة أبراج أخرى، على اعتبار أن الباقي هو "برج السباع" فقط، بانيه الأمير سيف الدين براسباي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن "برج عز الدين" ما بقي منه تحول إلى ركيزة الدور الأول لمبنى كبير مؤلف من عمارتين يطلق عليه العامة اسم مبنى البرج. ومن طريف حالته المعمارية انه مزخرف بخطوط تفصل الطوابق بعضها عن بعض تعود بأسلوب واضح إلى العصور اليونانية!





في عودة إلى التسلسل ، والانضباط على نفس المسرب والاتجاه الامر الذي لن يحصل بسهولة، نتجاوز كتلة المرفأ المتعددة التكاوين من أرصفة وعنابر وأراض مخصصة للتخزين مع وجود الاهراءات المخصصة لتخزين الحبوب وما يضاف إليها من مباني المؤسسات الحكومية على أنواعها والتي تعرضت في السنوات القليلة الماضية إلى بعض التعديلات الطفيفة أبرزها طول "السنسول" الحامي للأرصفة من كسر الموج في العواصف والأنواء.
بعده نصل منطقة متداعية الآن وهي محطة القطار والتي أصبحت مستودعات متآكلة ومنهارة إلى جانب ما يعتبر من قطارات بمثابة قطع من مخلفات الإهمال والتاريخ. بعدها تصل لقطاتنا البانورامية " الحوض الناشف "، الذي يبدو في هذه الأيام وكأنه يستعيد بعضا من تألقه في الأيام الماضية فهو يستقبل "البواخر" من أحجام محددة على بلاطته لإتمام عملية التأهيل والترميم للجسم الخارجي كما للمحركات في بعض الأحيان وهذا ما يضيف منظرا مغايرا للمراكب الراسية في كل مكان حوله كما يبدو جسم "الباخرة" المسحوبة للإصلاحات تعلو فوق مستوى المباني المحددة الارتفاع في الجوار.
"القصرين"




لكن الأمر لا يصح في حالة دارة علم الدين- يحي، أو ما أصبح يعرف بـ"قصري دولة الرئيس ميقاتي" اللذين ينتظران استعادة حضور معماري "عثماني" مطعّم بحرفيي ايطاليا الذين اعتادوا تزيين بيوتات "الأكابر" أو هكذا نتصور. أول ما غاب عن الواجهة وبقي في مكانه يبرز "قصر غازي" الذي يجانب "جامع غازي" الجميل الكائن في الشارع الحميدي. هذا البيت المكنى بالقصر لم يعد على مقربة من البحر لان الردميات أبعدته أكثر من ستين متراً مفسحة المجال لحديقة عامة تتجاور مع موقف للسيارات ومسربي الكورنيش مع طريق للمشاة ومرفأ للصيادين. الحديقة بأشجارها المرتفعة حجبت "القصر" وما هو كائن تحته من مقاه شعبية أشهرها "قهوة رومية".
جامع عمر بن الخطاب بقي متقدما على كل الواجهة بشكله الأصلي وبالإضافات، قاعة الفاروق وتوسعة الردهة المجاورة للكورنيش، وهو بذلك يتقدم إلى البحر على الجامع العالي لكنه أصبح بعيدا عن أمواجه. بالجوار مبنى الجمارك الحديث نسبيا، والذي أقيم، مع جامع عمر، على أنقاض مجموعة من المباني خلال أحداث 58. إلى الأمام وباتجاه سقالة الفرنسيين! تبدل الواقع كلياً فالقصر البلدي الجديد يخفي عليك "عنابر" الحبوب التي أصبحت "سليب كومفورت" وبجوارها خان ألتماثيلي من جهة، ومن الجهة الأخرى مبنى السينما الملاصق لـدائرة "بيلوت" المرفأ المجاور. بدورها ومن موقع مكاتب ال" IPC " كانت ترتكز الواجهة العثمانية للمدينة، إدارة فندق ومخازن مواد غذائية ،حيث تبعها لاحقا حضور بحارة نفط العراق ومرشد السفن حين وقعت البلاد تحت الانتداب!



 القصر البلدي الجديد، هنا إذا، حاول مهندسه "اسبيريدون روحانا" أن يستفيد من الحجر الرملي على حداثة في تفصيله وتحضيره ليصبح واجهة متمازجة مع قناطر ألبست الرخام بلونه الترابي "الفاتح". ليس غريبا أن يكون ارتفاعه متناسبا مع الخلفية وهو ككتلة استفاد من امتداد طبيعي للمساحة المتروكة كممر طريق مضاف إليها فسحة مزروعة كحديقة تزيينية مع ما هو كائن على شرفات معلقة تعطي للناظر إليها ايحاء بوجود جنائن صغيرة معلقة مزينة بالنباتات. فيقدم هذا الأثر الجديد معماريا ثقلا وخفة في آن خاصة عند معاينة الواجهات الكبيرة الشفافة التي توحي بكبر وأهمية وارتفاع ، شأن أعمدته والأفاريز، والوجهة المنتظرة والمعروفة لاستخدامه كصرح عام يقدم خدمات معروفة ومرغوبة بالنسبة للمواطن.
وقد يمثل هذا القصر، مع الفندقية والجامعة العربية، بواجهته الحجرية من خامة "الرملي" قاسما مشتركا بالتزامن خيارا "المعماري" لمواد البناء. ولكن بالإمكان التفريق بينهم، بحجم الكتلة، ومواصفات الضخامة للواجهات كما للحداثة من جهة ، ومزاوجة التقابل والتوازي بين التقليدي بالمبتكر. وأخيرا يمكن الإضافة أن هذه الصروح المعمارية بحضورها ومواقعها ووظيفتها ، وما ستحدثه من تبديلا ودينامية بالجوار، كم ستمثل أو كم هي ستكون ،بدون شك، معلما يحدد مواقع العمائر اللاحقة وبوصلة للتحرك سيستفيد منها القاصي والداني.
إذا ما انتقلنا متجاوزين مواقع، بعضها وهمية ألآن وكانت تاريخية فيما مضى، كسقالة الفرنسيين وأبو قدور ومباني "بطش" و"برط" ، نصل إلى ما عرف لفترة بحديقة "البيئة" فنعرف أننا في حرم المدرسة الفندقية المهنية العليا، الآتي اسمها عندما ستفتتح، بفندقها ومطعمها ومقهاها وهي ملاصقة لبرج عز الدين ومبنى الشاطئ الفضي، المذكِّر ببعض مفردات الباخرة من نوافذ دائرية وأشرعة الخ مما جعله قلبا وقالباً مركز المأكولات البحرية الفضي.





لنصل كنيسة، الغطاسين والبحارة، مار الياس والمدرسة التي يمتاز بناؤها بالاستعمالية بدون أي مفردة خاصة معماريا. سرعة الانتقال في هذه الفجوة يكمن لوجود التقاطع المكون من شارع "بور سعيد- مار الياس"/ والكورنيش البحري "فتزلق" الأرجل متابعة حتى الوصول إلى مبنى "يزبك" ومنه إلى مطعم نخلة، الغائب لضرورات الزمن وتحولاته.




 حيث بقي بالمواجهة لموقعه ساحة ،"فوق الريح" المستحدثة ،من براح تكوّن الردم وحيث توقف الكورنيش عند مفترق وبعض الإعاقات الطبيعية، وحيث من ذاكرة جيل بكامله يمكن اقتناص صور السباحة في مكان من أجمل الشواطئ على الساحل اللبناني. ذنبه انه "فوق الريح" ورمله نقي متلألئ ويتكور بين رأس الصخر ورأس "الحمام المقلوب" وصولا إلى رأس جورة العبد والمطران التين أصبحتا غائرتين تحت ساحة المدفع أو مرفأ "التوحيد"!( ويحكى عن مقلع لنحت الحجارة في الموقع)
تأتي وتذهب الأسماء ولا يعرف لها مستقرا واضح المعالم لأنه ما تبقى من الكورنيش إلى جانب البنايات يكاد يفقد هوية معمارية واضحة، كما يكاد يتخلى عن كل ما يمت للماضي القريب من صلة.




صحيح أن ما ينتشر على الرصيف هو مجموعة مؤلفة لسلسلة من "الفانات" تشكل المقاهي الرخيصة تعاند الرطوبة الهائلة والعواصف في كل الفصول، إلا أن هذه التجربة سبق وانتشرت وتم القيام بالتغاضي عنها ثم أزيلت، كل هذا في غياب شبه كلي عن أبسط أمور التخطيط والتنظيم البلدي لكي لا نقول مدني كما عن غياب الذاكرة بكل معاني استخدامات فضائلها لدى الإنسان . ولو أردنا بخفر الاستئناس بمقطع من محاضرة للمهندس "ديران هارمنديان" بعنوان: "المحافظة على التراث في المدينة هندسيا وعمرانيا" ألقاها في حزيران 2001 لاخترنا: "المدينة في الأساس هي شبكة من العلاقات بين المكان والإنسان، تتمحور حول مجموعة من القيم المتشابكة والمترابطة تشكل البيئة الطبيعية والعمرانية والتقاليد والممارسات، التي تنسج عبر الزمن وأعطت للمكان ميزته وللمجتمع هويته، مما خلف الشعور بالانتماء. والإنسان ككل مخلوق حي يرعى غريزيا مكونات انتمائية ويحافظ عليها تلقائيا، وذلك في ظروف النمو الطبيعي المتوازن. وأن تطرح اليوم بغزارة إشكالية المحافظة على التراث، فمرد ذلك إلى تراخي الروابط بين الإنسان والمكان وتراجع مكونات الشعور بالانتماء في مجتمعنا، الانتماء إلى المكان، إلى الحي، إلى البلدة أو المدينة".





هذا الكلام الآتي من قبل "منظم مديني" هو جارح ويؤكد حقائق ليس اقلها هو السؤال الكبير الذي يطرح حول "المخطط التوجيهي العام" الذي سبق اقتراحه بعد دراسات علمية طويلة وما هي التعديلات التي أدخلت عليه؟ وماذا ستحدث ،هذه العبقرية الفريدة ، في العمارات وخاصة في منطقة الضم والفرز وفي كل من الأراضي التابعة لبلدية طرابلس أو الميناء؟، وهل سنشهد في السنوات المقبلة نشوء تشوهات بنيوية عمرانية؟!





ما يهم أو لما نهتم ؟ دعها تمر دعها تعمر! وكل شيء يسير في أعظم الصور وعلى أفضل المواقع من فوق الريح مرورا بالفواخير وخلفهم "حوش العبيد" والمقابر وخلفهما الحارة الجديدة والمساكن الشعبية ،حيث لا شيء يتحرك ، والى انعطافه بعد مستديرة في رغبة لترحيل الذاكرة فوق الخمسين سنة السابقة لتلمح في المكان "الكانباين" أو المجمع الرياضي للأخوة "الفرير" ،بلا فتح أبواب الريح لأن بسدها تستريح ، ونصل محطة بنزين وخيمة بوظة ومقهى .... ليظهر مبنى فرع الجامعة العربية قيد الإنشاء في خمس أبنية تتعامد بوجه الرياح على مساحة 18 ألف متر مربع وهو مبنى يأتي انجازه في ذكرى السنة الخمسين لتأسيس الجامعة في بيروت. وهذا ما يبدو انه يمثل مجمّع من خطة شاملة للتوسع في عدد من المناطق. صرح ضخم خمس مباني متشابهة متصلة بعضها ببعض عبر جسور معلقة وينفرد المبنى الأول بكونه يحتوي المدرجات ولهذا السبب فهو يؤلف ربع دائرة للمشاهد الآتي من المدينة باتجاه اوتوستراد بيروت. المهندس "يوسف سوبرة"، المشرف والمساهم في التصاميم من خلال مكتب المهندس د. سعيد الجزائري، يؤكد أن هذه المباني قد يصل استيعابها لثلاثة آلاف طالب لدراسة اختصاصات الهندسة وغيرها بما يقارب الخمس كليات.
ومن الناحية الجمالية استخدام الحجر الرملي كان لأنه سبق استخدامه في مجمع "الدبيه" واعتبر إعادة الأمر في مجمّع طرابلس- كورنيش الميناء هو لإعطاء وحدة هندسية لكافة فروع جامعة بيروت العربية.





مبان أخرى تأخذ الواجهة موقعا لها وهي تبتعد قليلا من موقع  جامعة جمال عبد الناصر، التي تسكن الكورنيش المسمى باسمه في واحدة من الإشارات محددة اتجاهات السير اليتيمة ، فحين الوصول إلى آخر رأس الصخر يتضح الشروع في الدخول في العمليات الأخيرة لإنشاء جامع كما لا يظهر في الأفق النهائي غير الحجم الضخم لكتلة الملعب الاولمبي الذي يستخدمه "الجيش" في وجهة استخدام صائبة توازي التخطيط الفاشل لضرورة إقامته أساسا في غياب وجود الشروط والحدود الدنيا المسبقة لاستخدامه في النشاطات الرياضية للمدينة أولا والجوار ثانيا وأخيرا للبلد ككل.
لعل الكثير من الثغرات تعتري هذا المشوار" بكيلومتراته " السبع. ولو أعدت القراءة لاكتشفت ما يجب أن يضاف وما لا أقوى على اختصاره. هي وجهة نظر، ومسار أقدام، وصور تتلاطم بين رغبة، غير موضوعية، لتصوير واجهة المدينة المنفتحة حتى ما بعد جزرها السبع.





أما غياب مباني الحرف وما نسيت منها  ومعامل البلاط ومراسي "الفلك" وحدود السفر اليومي في حب المشي، ولو بعيون "يحرحرها" الملح ومعاندة صفعات الهواء " الشرقي " فليس أعجب من تبدلات الخليج، فوق الريح، سوى كيف يتحول البحر  بلاطة زرقاء تسبّح الخالق في يوم خريفي بديع!

 بإمكانه، بذلك ،وبالرغم من ذلك ، إعطاء المبرر لتنكب عناء وجهة سير هذه الكلمات والسبب(..) وهل يقوى واحدنا عندما تعانقه الأسباب .



هناك تعليق واحد: