الاثنين، يناير 09، 2017

لولا السفير

لولا السفير




حين كنا في فرقة مسرح الحكواتي نقوم بإعداد مسرحية "ايام الخيام، شتاء و ربيع 1982، عن أثر الاجتياح الاسرائيلي على جنوب الوطن ، ارضا وناسا، وحول واقعة المجزرة التي تعرضت لها بلدة  الخيام، ومع تتابع المشاهد كنا قد وصلنا الى حد وجب فيه اتمام الحكاية بمتابعة يوميات النزوح والدمار فكان لا بد من الاستعانة بأرشيف "السفير" حيث اقمت في مكتبتها ما يقارب العشرة ايام استشير أعدادها صفحة صفحة الامر الذي صدر بنتيجته  الجزء الاول من الفصل الثاني محولا "روجيه عساف" عبره المادة الوثيقة الى مشهديه متكاملة مثلت ما يقارب الربع ساعة من وقت العرض. لولا "السفير" لكان بالتأكيد عملنا ناقصا.

السنة المنصرمة استدرجني "اللقاء الثقافي" للعمل مع شباب جامعي من زغرتا والجوار استهواهم العمل المسرحي قمت معهم بإعداد عرض جمعت فيه مشاهد من مصادر مختلفة رغبت من خلال هذا الجمع بين ،فكرة هجاء الحرب معطوفة على ما يجري في دواخل صناعة عرض مسرحي ،كأن تكون حاضرة الاسئلة التي يطرحها الكاتب ،عبره وفيه، على نفسه خلال العملية الابداعية. فوجدت هذا المدخل في مقالة كتبها الشاعر والروائي والناقد المتعدد "عباس بيضون" حيث من خلالها يبسط لهذه الفكرة كما يشرّحها بتمايز وفرادة لافته. استعنت بالمقالة وحولتها مشهدا. فأعانتني على خياطة أقمشة العرض الآتية من غير مصدر. لولا "السفير" ومتابعتي لها لم يكن لكلمات  استاذ عباس تلك السطوة الكاشفة، ومعه نديم و اسكندر، وغيرهم آخرين وان تكون ايامي أقل وحشة وعطش واحتفاء بالخشب..!

نعرف ،نحن ابناء الاطراف حتى ولو كنا ابناء مدن، ان الجريدة تحمل صوتنا وتعبر عنه. كما كنا دائما نهجس بالمحاولات الدائبة العاملة على خنقه. كنا نقرأ ذلك بين السطور، في الغالب، وحيث تعرفنا ان النهايات تبدأ عندما نختم عليها بحجر !؟


هذه الكلمات كانت استجابة لطلب صديق باعتبارها من المفترض انها ستتجمع مع غيرها في عدد ،أصبح مستحيل من جريدة اللذين لا صوت لهم..!،تحدثت فيها عن علاقة شخصية مع صحيفة دامت حتى الرمق الاخير، أقصد العدد الأخير ،جريمتها انها .. على الطريق  .....



                                                                   جان رطل  ـ  مسرحي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق