مسرح الطفل بين التربية والابداع
أقامت كلية الآداب والعلوم
الانسانية – برنامج الدراسات المسرحية في جامعة البلمند حلقة دراسية عن مسرح الطفل
حملت العنوان العام "بين التربية والابداع" وذلك يوم الاربعاء 23 آذار .بداية
تحدث عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية د. جورج دورليان قائلا :
: "أريد ان
اشير الى ان هذا النشاط هو أول عمل فكري عملي تقوم به الكلية من خلال مركز
الدراسات المسرحية المؤسس حديثا ،منذ ثلاث سنوات ،في الجامعة ،وبعيدا عن الاجواء
المأسوية المتمثلة باعتداءات بروكسيل، المتوافقة مع الجمعة الحزينة والفصحية في
آن.
لا أعرف عن الآن
عن ماذا سيكون الحديث؟ أتصور ان يتناول مسرح البراءة البعيد عن اي علاقة بالعنف
وتداعياته .كما العلاقة بين المسرح والاطفال التي اتصورها علاقة طبيعية باعتبار ان
الولد/ الطفل يبني مسرحه بنفسه. الامر الذي يتمم بناؤه لعالمه. بالمقابل عندما
يستطيع المسرح ان ينشئ عرضا للأطفال ،من السهل الممتنع ،يصبح بإمكانه ان يقدم
المسرحيات الأكثر تعقيدا من التراجيديا كان أو الكوميديا.
بالنسبة لكليتنا
كان المسرح ملازما لتطورها بحيث كان عندنا دائما "كورس" مسرح، وإن كان
اختياريا، لكنه كان كثر من بين الطلاب يختارونه. والملاحظ ان الطلاب الذين تابعوا
هذا المقرر يدخلونه ليخرجوا اناس متصالحين مع جسدهم ومع خطابهم واسلوب كلامهم.
بحيث انهم يصبحون اكثر راحة خلال التعبير وهذا ما يساعدهم على تنمية خيالهم واسلوب
الكتابة.(..) من هذا المنطلق بدأنا اعطاء المسرح مساحة خاصة ومجال هو برنامج
الدراسات المسرحية.
تلاه منسق
الدراسات المسرحية د. شارل ديك فتحدث عن البعد الخيالي للطفل الذي فينا والذي لا يفارقنا رابطا اياه
بحكاية خاصة معتبرا انه بعد يجب الإشارة اليه في تناولنا الدراسات المتعلقة بالطفل
وبالمسرح المصنوع له فاتحا المجال
لبداية اعمال الحلقة وتضمنت ثلاث محاور توزعت
على الشكل التالي : المحور الأول عن تاريخ تجربة مسرح الطفل في لبنان
تحدث خلالها فائق
حميصي عن مسرح الطفل بين التربية
والعرض ،جيزال هاشم زرد حول خبرتها مع مسرح الأطفال ،عبيدو باشا الذي قدم مقاربة تاريخ لتجربة
مسرح الطفل وتمايز فرقها ،تلاه مداخلة فارس يواكيم ،التي أرسلها من المانيا حيث
يقيم ،عن تجربة كتابة مسرحيات الأطفال في مسرح شوشو .( وإن تعذر الاتصال به غير انه كان حاضرا بمداخلته)
المحور الثاني تناول المدارس المسرحية و تجاربها حيث تقدمت نجلا جريصاتي خوري بمراجعة حول أعمال "صندوق الفرجة"، الدمى، خيال
الظل والمسرح التجريبي وتبعها كريم دكروب
مقدما الأسس التي يعمل بها عبر فرقة مسرح الدمى اللبناني ،ختام الحلقة كان مع عبد
الله الحمصي (أسعد) الذي تناول تجربته في مسرح الاطفال كما قدم معه المخرج والكاتب
توفيق المصري ايضاحات حول شراكته لأسعد في اعداد المسرح التربوي المقدم للأطفال.
وقد تبع المحور الثاني
عرض لمسرحي كريم دكروب الاحدث " يا قمر ضوي ع الناس " التي قدمت امام
جمهور من الاطفال اتى من مدارس في مختلف مناطق محافظة الشمال يرافقهم مسؤولي
النشاطات فيها الذين عبروا عن استمتاعهم بالعمل المقدم بوسائل تقنية ابهرت ،من
ناحية مزجها بين التمثيل وتحريك الدمى والمؤثرات السينمائية ،والتي رافقتها موسيقى
خاصة واغنيات جديدة وقعها أحمد قعبور.
أما المحور الثالث
فتناول الموسيقى والأغنية في المسرح الموجه لجمهور الاطفال قدم فيه كفاح فاخوري قراءة
تناولت ريادة "جوزيف فاخوري" لمسرح الدمى كاتبا وموسيقيا ،بعدها قدم بول
مطر مطالعة أثار خلالها اشكاليات قوالب الموسيقى وعالم الطفل وكانت ايضا مداخلة من غازي مكداشي تحدث فيها عن رغبة الترقي عند الطفل من خلال
تجربته الموسيقية العملية التي رافقت تأسيسه الفرق التي قدمت الاغنيات والمسرحيات
للأطفال .
وكان التقديم لهذه المحاور التي تواصلت على مدا يوم طويل، والتي جرت في يوم
يناسب عيد الطفل قد تحدث عن رغبة في أن تعكس الحلقة "الاهتمام بالأبداع المسرحي المتوجه نحو الاطفال أو
انطلاقا من عالم الطفولة : مؤكدين على الابعاد الشعرية الخاصة والفريدة للطفل. يهمنا
معاينة كيفية تكوين العلاقة بالطفولة ليس كموضوع وانما كالتزام تربوي و دراما
تورجي وجمالي وفني ،واجتماعي." وقد تلاها طرح التساؤلات التالية :ما هي
المكونات /الرهانات ،الاساليب والمذاهب ، آفاقها المستقبلية مع لمحة عن تاريخ هذا المسرح ؟ما هي الاسس
والرؤى التربوية لهذا المسرح ؟
ويعمل برنامج الدراسات المسرجية في كلية الاداب والعلوم الانسانية في جامعة البلمند على اعداد كتيب يضم المداخلات الكاملة التي القيت خلال الحلقة بحيث يتم اصدارها لاحقا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق