الثلاثاء، أغسطس 18، 2015

بطاقة حبّ



من حيث لا تدري،تأتيك أمور،تجتاحك مشاريع لا على البال ولا على الخاطر ! ففي صبيحة يوم من أول أيام رمضان ،الفائت،أتى إلى "البينكي"،المقهى حيث ألتقي الأصحاب،"جوني نحّاس" ليطرح عليّ مشروعا على شكل إعلان تلفزيوني عن الحياة في أسواق طرابلس بهدف تحفيز كلّ المشاهدين،من مختلف المناطق ، للقدوم إلى المدينة باعتبارها تحتوي على كل أنواع الأسواق وبأسعار تنافسية،وبهدف ضمني،تبديل صورة إعلام ذرائعي احتفت بالقلاقل والفتن والمشاكل المتنقلة فيما بين أحياء قليلة، حيوية،منها، وبدون أن تظهر العودة إلى الحياة الطبيعية.



لم أماطل ولم أتردد،كعادتي،أمام مناسبة جعلتني قادرا على تقديم "بطاقة حبّ"لمدينتي،وعلى حساب غيري فلن يكلفني الموضوع غير الجهد والفكر والتنظيم القليل!فبادرت "جوني" صاحب الفكرة والحماس والتمويل، بعد أن اسرّ لي أنه يأتيني بعد خيبته من أحدهم بعدم قدرته على تلبيته بالسرعة المطلوبة..!،فقلت له عندي لك فكرة تعتمد على تلبية شرط واحد ويقتضي البحث عن موافقة المؤلف الموسيقي "خالد عرنوس"على تحويل موسيقى أغنية "قمر الليل"بمثابة خلفية موسيقية للإعلان المرتجى..!



- لما لا ..،كانت إجابة "جوني".وبسرعة أتصل بخالد وطلب منه موافاتنا إلى المقهى..وبجلسة واحدة وافق "خالد"،معتبرا كلّ ما يتعلق بطرابلس يعنيه شخصيا، وباشر التحضير العملي وحجز أستوديو وتبع ذلك لقاء آخر بيني وبينه حددت له ما أحتاجه من الموسيقى واتفقنا حول صيغتين للإيقاع للجملة الموسيقية المختارة مع مدة كلّ منهما وكان الخيار الموسيقي بالنسبة لي الأساس الذي سأبني عليه.من جهة ثانية حددت لجوني نحّاس رغبتي في التعاون مع "سمير ناصيف" كمدير للتصوير ومشرف على الأمور التقنية التنفيذية في الأستوديو. واستطعت بذلك التملّص من التعاون مع آخرين،وذلك لاعتبار ما يربطني به من سابق معرفة ولتقديري لخبرات سمير وتقيمي الإيجابي لما ينجزه من أعمال عبر متابعتي لمختلف تجاربه المهنية،وهذا ما يجعلني مرتاحا مسبقا لما سأحصل عليه من نوعية صورة مع حركتها والجماليات الممكنة لا بل المؤكد الحصول عليها معه.



بالنتيجة حصلت على الموسيقى التي طلبتها وعلى يومين طويلين من التصوير في مختلف شوارع الأسواق في الأحياء والمناطق والمواقع المنتشرة في كلّ المدينة وصلت إلى ما يزيد عن ال25 موقع،فوصلنا إلى حصيلة مؤلفة من كم هائل للقطات،ستجعلنا أحرار بخياراتنا النهائية.كان اليوم الأول مخصصا للتصوير "بالكاميرا الطائرة" التي سمحت لنا بالقطات العامة المأخوذة من الأماكن المرتفعة مع رؤية بانورامية كما للحركة والسرعة التي تختصر من خلالها حضور الأسواق بشكل يسمح بإبراز جمالية غير مسبوقة الزوايا. أما خلال اليوم الثاني فذهبنا إلى التفاصيل،اللقطات القريبة،أسرنا خلالها كادرات الحركة العفوية،ومن بينها أجواء ساهمت بإعطاء ناس طرابلس المنصة / الصورة،بما أعتقد أن نتيجته كانت جميلة وبدون تكلّف ولا تزييف.يبقى القول أن الوصول إلى اختيار نهائي من بين لقطات كثيرة وجميلة لم يكن سهلا ،بخلاف بعض المصوّر في الأسواق من قبل كاميرا كانت واضحة الموقع مما أدى إلى مشاركة متكلّفة من قبل الجمهور، الرافض للتحرك بخفر ،فقد شهر الهواتف الزكية مما جعلنا أمام كميات هائلة منها تشاركنا متن اللقطة..!، فغدونا مجبرين على التخلي عن كثير من اللقطات غير آسفين سوى على جهد مبذول سدا!



للتعليق بالصوت المضاف في المرحلة الأخيرة كان لا بد من الممثل القدير " عمّار شلق " ان يكون معنا ليقدم مساهمته،بكرم وفروسية وعرفان،لمدينته التي ربي فيها وتعلّم معتبرا ان مشاركته في كلّ الموضوع يدخل ضمن هذا السياق فقط فسجّل:



"عيش طرابلس ،أسواق طرابلس ،رمضان طرابلس ..دايما كريم".هكذا اختتم العمل الذي رافقتنا خلال مراحل تنفيذه ايضا ،ووصولا الى المونتاج مع "محمد كريّم"،من مكتب جوني "جنان العبد" التي نشرته على صفحتها بالفيسبوك.



كانت مغامرة محسوبة تحمل الكثير من النوايا الطيبة،أعجب بها من أعجب وكرهها من شاء،وتعلمت من كلّ التعليقات ان ما قمنا به لم يتعدى كونه بطاقة حب رميناها على المدينة كما ترمى على باقة!ولو كنا نحلم برومانسية،بسيناريوهات أخرى، وصياغات وكلمات..منها:" رمضان  طرابلس / دايما كريم / يعني ..مشوار / ما بتخسر شي / شو مـــــــــا بدّك فيــــــــه..../ ـ يا حلو...أ مـمم..إيــــه / والحلو / بتلاقيـه / متل ما بيطلّ .../ قمر أليل  ...!".لكن هذه الكلمات هي وجهة نظري بالحكاية..يا جوزيف طلبت مني أن أحكيها!حدا بيحكي عن حالو! أغريتني ففعلت..لتبقى بيننا إذا وقراء الدوائر..!




                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق